الجمعة، 25 أكتوبر 2013

العصور الحجرية


قصة طويلة هي عمان مع الماضي. فوجدت بعض الشظايا تضمنت المكاشط وغيرها من الادوات ذات الاطراف الحادة تعود إلى العصر الحجري الأوسط, كما وجدت بعض الادوات النصلية التي تعود للعصر الحجري الاعلى وفي هذا العصر بدأ الانسان العماني في التعبير عن شعره وذاته بالرسم على الصخور وجدران الكهوف. كانت المادة الأساسية لصنع أدوات الإنسان القديم هي النحاس التي توافرت على نطاق واسع في عمان القديمة, وقام الانسان العماني بصهر النحاس واستخدامه لصناعة ادواته وهذا ما أكدت عليه فرق التنقيب التي اكتشفت 32 موقعا لصهر النحاس وتصنيعه ومنها: عرجا والأصيل والواسط.. وكان الوقود المستخدم لهذه العمليات هو فحم الخشب.
 
 

من أشهر المواقع الاثرية في عمان موقع بات في ولاية عبري (محافظة الظاهرة) ويمثل هذا الموقع عمان قبل عصر الكتابة. وعثر فيه على حوالي 100 مقبرة مبنية من الحجر فوق سطح الارض وتتميز بتطور العمارة المستخدمة في بناء المقابر.

العودة لصفحة الرئيسية
حضارة مجان

 
ارتبطت مجان ( اسم الحضارة العمانية قديما) بعلاقات تجارية مع الحضارة السومرية والأكادية وكانت ملازمه لحضارة دلمون, إضافة إلا بلاد الرافدين وبلاد فارس.
 

اطلق السومر عليها مجان نسبة لأحد السفن السومرية وتعني أرض النحاس. والاكاد اطلقوا عليها بلاد الفضة لكثرة وجود هذا المعدن فيها, وسميت لدى الأشور بسفن الناس لأنهم كانوا يستوردون الاخشاب لبناء سفنهم. وسميت لدى الفرس بمزون والتي تعني أرض الملاحين واهل البحر.
كانت مجان تصدر النحاس وحجر الديوريت (صخور نارية شديدة الصلابة) إلا بلاد الرافدين. وتصدر النحاس والخشب والديوريت إلى السومر, والاخشاب إلى الاشورية, والفضة والنحاس والاخشاب والصمغ واللبان والطيب والبخور والتوابل إلى الحضارة الفرعونية.

العودة لصفحة الرئيسية
وصول الإسلام إلى عمان

 

جاء العرب إلى منطقة عمان من خلال هجرتين إحداهما من قلب الجزيرة العربية (نجد وما حولها) بحثًا عن مواطن الكلأ والماء والهجرة الأخرى من جنوب الجزيرة العربية، فقد هاجرت بعض القبائل العربية إلى عمان إثر انهيار سد مأرب بعد أن جرفه سيل العرم ويُعْرف هؤلاء باليمنيين كما وفدت جماعات أخرى من خارج الجزيرة العربية وأصبحت عمانية عربية اللسان ودانت بالإسلام، وأّهمها الجماعات التي وفدت من الساحل الشرقي لإفريقيا ،وبعض الهنود والباكستانيين، وبعض الفرس والذين كانوا قد احتلوا مساحات من عمان على مر عصورها وقد بقي في عمان بعض منهم وهم يتكلمون العربية ، كما أيضا يوجد بعض قبائل البلوش، ولدى بعضهم مناصب عليا في الحكومة والأغلب يعمل في التجارة .


عُمان في عهد الرسول:
في سنة 7 هـ، 629 م، أرسل الرسول  إلى الملوك والرؤساء يدعوهم للدخول في الدين الجديد. ومن بين الملوك الذين أرسل لهم، جيفر الجلندي الأزدي حاكم عمان. وصل عمرو بن العاص إلى عمان يحمل رسالة من رسول الله إلى جيفر يدعوه فيها إلى الإسلام. ولما قرأ جيفر الرسالة أعلن إسلامه وتبعه أخوه عبد وأحسن استقبال عمرو بن العاص. لم يكتف جيفر بذلك بل أرسل رسلاً من قبله إلى المناطق المجاورة لعمان يدعوهم فيها إلى الإسلام، واستجاب أكثر العرب في هذه المناطق إلى الدعوة. رفض الفرس المقيمون في عمان دعوة الإسلام فقاتلهم جيفر بمن معه من العرب وانتصر عليهم، ثم عقد معهم صلحًا على أن يخرجوا إلى بلادهم تاركين عمان. أقام عمرو بن العاص بعمان يعلم أهلها شعائر الدين الإسلامي وظل بها حتى جاءته رسالة من أبي بكر الصديق تحمل نبأ وفاة الرسول ، فعاد عمرو إلى المدينة ومعه عبد الله بن الجلندي وبعض قومه ليعرضوا الأمر على أبي بكر ليختار من يراه واليا على عمان.


في عهد الخلفاء الراشدين:
أكرم الخليفة أبو بكر الصديق وفادة أهل عمان، وولَّى جيفر وأخاه على عمان وظلا يقومان بعملهما حتى وفاتهما في عهد عثمان ابن عفان. وفي عهد أبي بكر، ظهرت حركات الردة في بعض أجزاء الجزيرة العربية، وظهرت في عمان بزعامة ذي التاج فأرسل أبو بكر جيشًا بقيادة حذيفة ابن محصن، ولحق به عِكْرِمة بن أبي جهل بجيش آخر بعد أن قضى على مُسَيْلمة الكذاب، وتمكن الجيش الإسلامي من الانتصار على المرتدين في موقعة دبا. وفي عهد عمر بن الخطاب، عيَّن عثمان بن أبي العاص على صدقات عُمان، وهو الذي أشار عليه بعبور الخليج إلى بلاد فارس.


في العصر الأموي:
شهدت عمان نشاط الخوارج الذين جاءوا إليها عقب هزيمتهم أمام جيش علي بن أبي طالب في موقعة النهروان. بعد أن آل أمر إلى الأمويين أعلن الخوارج عداءهم الحقيقي لمعاوية بن أبي سفيان، وتجمع الخوارج وعدد كبير من السكان الأصليين لعُمان ضد الأمويين، وأعلن أهل عمان استقلالهم عن الخلافة الأموية وظلت عُمان بعيدة عن السلطة المركزية في دمشق حتى عهد عبد الملك بن مروان.

في عهد عبد الملك بن مروان، اتجه الحجاج بن يوسف بجيش كبير إلى عُمان تمكن من استعادة عُمان لسلطة الأمويين، وفر آل الجلندي إلى زنجبار، واستعمل الحجاج الخيار بن صبر المجاشعي واليًا على عُمان، وتوالى عدد من ولاة الأمويين على عُمان. في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، عين عمر بن عبد الله الأنصاري واليًا على عمان فسار في الناس سيرة حسنة، وظل بها حتى وفاة الخليفة عمر. بعدها تنحى الوالي عن منصبه وأعاد السلطة إلى زياد بن المهلب قائلاً له: هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها.


 في العصر العباسي:
لم يطل ارتباط عُمان بالخلافة العباسية فسرعان ما استقل العمانيون بشؤونهم، حيث أكدوا رغبتهم في أن يكون حاكمهم من بينهم، وعُقدت الإمامة للجلندي بن مسعود بن جيفر بن جلندي عام 125 هـ. أرسل أبو العباس السفاح جيشًا بقيادة حازم بن خزيمة لقتال العمانيين تمكن من الانتصار عليهم، وقتل إمامهم في معركة رأس الخيمة ثم مات السفاح، وتُركت عُمان بدون وال حتى عام 145 هـ. وعادت الولاية للعمانيين مرة أخرى وفشلت محاولات العباسيين المتكررة لاستعادة عُمان إلى سيطرتهم.
العودة لصفحة الرئيسية  
دولة اليعاربة
 

قامت هذه الدولة بعد القضاء على دولة بني نبهان واستمرت من عام 1624 إلى 1741 وضمت سلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وشرق أفريقيا وبعض سواحل الخليج العربي, وكانت عاصمتها الرستاق. ويعود نسب آل يَعْرِب إلى الملك النبهاني يَعْرِب بن عمر بن نبهان بن محمد بن نبهان.

أسس دولة اليعاربة ناصر بن مرشد بعدما بويع للإمامة الإباضية عام 1624؛ بعد أن بنى  أسطولا بحريا ضخما مكنه من الانتصار على القوات البرتغالية، وأخرج الفرس من رأس الخيمة. فقام خميس بن سعيد الشقصي تكريما له بجمع علماء الإباضية وأعطى البيعة بالإمامة لناصر بن مرشد.

وبعد أن بويع عارضت الكثير من القبائل والمدن العمانية هذا الأمر بل أن قسما من أسرة ناصر بن مرشد عارضت ذلك، قام ناصر بعدها بمحاولة توحيد البلاد إذ كانت البلاد مقسمة بين خمس قوى، مبتدئا بأسرته التي كانت تحكم نخل والرستاق، حيث طرد ابن عمه مالك بن ابي العرب من قلعة الرستاق، وتفرغ بعدها لناصر بن قطن، حيث كان يسيطر على الظاهرة. و نجح في السيطرة على المدن الداخلية، بينما كانت المدن الساحلية في يد البرتغاليين.

إضافة إلى الإمام ناصر بن مرشد الذي تولى سلطة من عام 1624 إلى عام 1649 هناك العديد من الامراء لدولة اليعاربة ومنهم:

·         سلطان بن سيف اليعربي 1649 - 1680

·         بلعرب بن سلطان اليعربي 1680 - 1692

·         سيف بن سلطان اليعربي 1692 - 1711

·         سلطان بن سيف اليعربي 1711 - 1718

·         سيف بن سلطان اليعربي 1728

جمعت دولة اليعاربة علاقات مع الصفويين حيث عمل الإمام ناصر بن مرشد على إزاحة الحكم الفارسي من جلفار سنة 1625، وضم ذلك ميناء جلفار إلى دولته. وحاول الفرس التعاون ضد دولة اليعاربة مع شركة الهند الشرقية البريطانية سنة 1657 والقيام بعمل مشترك ضد مسقط بوضع سفنها تحت تصرف الفرس مقابل إغراءات مالية، ولكن الشركة تهربت من الاستجابة لذلك الطلب حرصاً على حسن علاقتها مع اليعاربة وخوفاً من أن يؤدي وقوفها إلى جانب الصفويين إلى تعرض أسطول اليعاربة لمصالحها التجارية. قررت الحكومية الفارسية اللجوء إلى فرنسا لعلها توفر لها المساعدة المطلوبة، فاقترحت على باريس عن طريق المبعوث البابوي الذي زار أصفهان سنة 1699 القيام بحملة مشتركة على مسقط تقوم خلالها السفن الفرنسية بنقل القوات الفارسية. وتحصل فرنسا مقابل ذلك على نصف عوائد جمرك مسقط وحرية التجارة مع فارس وإعفاء من دفع الرسوم الجمركية في الموانئ الفارسية، لكن الحكومة الفرنسية لم تستجب للطلب لأنه يتطلب إعداد قوة كبيرة ونفقات باهظة. لكن بسبب استئناف السفن العمانية الغارات على فارس سنة 1707 جعل فارس تفاتح فرنسا مجدداً بحشد قواتها للقيام بحملة مشتركة ضد مسقط مقابل حصولها على نصف الغنائم الناجمة عن ذلك الغزو، وترتب على ذلك عقد معاهدة سنة 1708.

 كما جمعتهم علاقات مع الانجليز والهولنديين وخصوصا شركة الهند الشرقية البريطانية ولقد حرصت شركة الهند الشرقية البريطانية على إظهار حرص واضح لكسب ود اليعاربة التي أسفرت عن توقيع معاهدة مع الإمام الأول ناصر بن مرشد، أعطت الشركة حق التجارة في مسقط ثم تطور العلاقة مع منح الشركة إحدى القلاع في مسقط مقابل تقاسم الإيرادات الجمركية في مسقط بين الإمام سلطان الأول سنة 1659 وبين الشركة.

وقد سيطرة قبيلة الكثيري على حضرموت عام 1654م مما جعلهم في مواجهة السلطان سلطان بن سيف اليعربي سلطان دوله اليعاربة مما أدى للاضطراب الأوضاع على البحر و توقف توسع اليعاربة في اليمن عند المهرة عند مدينة قشن في محافظة المهرة.

أما علاقة اليعاربة مع الهولنديين بدأت بالود في البداية حين تعاطف الهولنديين مع جهود اليعاربة لطرد البرتغاليين من الساحة الخليجية لأن ذلك ينسجم مع سعيهم للهيمنة على التجارة هناك. وحرص الهولنديون على تنشيط تجارتهم في عمان، وتطور سنة 1672 بتعيين وكيل مقيم في مسقط، لكن أعمال الشركة لم تزدهر بما فيه الكفاية مما جعل الشركة الهولندية تقرر إغلاقها سنة 1675.

وبدأت دولة اليعاربة في الأربعينيات من القرن السابع عشر الميلادي / الحادي عشر الهجري في مهاجمة الحاميات البرتغالية في الساحل حيث تمكن من تحرير جلفار، وصور وصحار وفرض حصار على مسقط في عام 1053 هـ / 1643 حتى أجبر البرتغاليين على توقيع اتفاق ينص على فرض الجزية على البرتغاليين مقابل الاحتفاظ بمسقط. إلا أن مسقط لم تسقط بيد دولة اليعاربة إلا في عهد الإمام سيف بن سلطان سنة 1650. في عام 1645 اتفق مع الإنجليز، منافسو البرتغال، على استعمال موانئ صحار والسيب بصورة حصرية قاطعا طريق التجارة على البرتغاليين، حيث وقع معه فيليب وايلد ممثل شركة الهند الشرقية الإنجليزية عقدا بذلك. سنة 1648، قام بمهاجمة مسقط مرة ثانية مما أدى إلى اضطرار دوم جولياو نورونا القائد العام في مسقط أن يدفع الجزية لليعاربة، وأن يعفي السفن العمانية من التفتيش عند الإبحار للخارج بشرط حصولها على تراخيص برتغالية لرحلة العودة، وشملت الاتفاقية العمانيون الذين كانوا داخل مسقط نفسها حيث تم إعفائهم من جميع الرسوم والضرائب للبرتغال.

كما تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلا واعتمدت الزكاة مكانها.

و بعد وفاة الإمام سلطان الثاني سنة 1718، أصر العامة على اختيار ابنه سيف إماماً رغم عدم بلوغه الحلم مما سبب شقاقاً أسرياً بين اليعاربة، فمال بعضهم إلى أفراد آخرين من الأسرة وبايعوهم بالإمامة. فاضطرب الأمر وكثرت الصدامات ، وظل الحال هكذا حتى استقر الرأي على إعادة تنصيب سيف إماماً سنة 1728.

العودة لصفحة الرئيسية

دولة آل بوسعيد

دولة آل بوسعيد كانت تخضع للعائلة الحاكمة (آل بوسعيد)  في سلطنة عمان تأسست هذه العائلة على يد الأمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الملقب ب"المتوكل على الله" عام 1749م  مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان حيث ان هذه العائلة  تعود إلى الأزد ويلتقون مع نسب قبيلة زهران.

تمثل مبايعة والي صحار وما حولها الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني، استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد 265  عاماً الأخيرة.

وكان تولي الإمام أحمد بن سعيد الإمامة نزولاً على رغبة أهل الحل والعقد في عُمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته، وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس. وقد تمكن الإمام أحمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية، وإنشاء قوة بحرية كبيرة الى جانب أسطول تجاري ضخم، وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية الى السواحل العمانية. كما أعاد لعمان دورها في المنطقة، وليس أدل على ذلك من أنه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة "الرحماني" في عام 1775م الى شمال الخليج لفك الحصار الذي أقامه الفرس حول البصرة في ذلك الوقت قامت الدولة العثمانية بطلب النجدة والمساعدة من الاسطول العماني فانطلقت السفن العمانية نجو البصرة ، وهو يجسد حقيقة أن عمان لم تخضع أبداً للدولة العثمانية، واستطاع الأسطول العماني فك الحصار عن البصرة، وقد كافأته الدولة العثمانية بخراج سنوي صار يدفع إلى ايام دولة السيد سلطان ابن الامام احمد والى ايام ولده سعيد بن سلطان.

وبعد أن توفي الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق 1198هـ/1783م والتي اتخذ منها عاصمة له، خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم أسرة البوسعيد. وفي عهد حفيده حمد (1199هـ/1784م ـ 1206هـ/1792م) إنتقلت العاصمة من الرستاق الى مسقط لتستقر فيها حتى الآن.

وبغض النظر عن فترات الضعف والانكماش والتخلف التي حدثت خلال القرنين الماضيين، ونصف القرن الأخير، إلا أن هذه الحقبة قد أثمرت أربعة إنجازات هامة في مسيرة عمان التاريخية:-

1- بناء إمبراطورية عُمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق أفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي، وأقامت علاقات سياسية متوازنة مع القوى العظمى في ذلك الوقت، خاصة بريطانيا وفرنسا، بالإضافة الى الولايات المتحدة.

2- التغلب على مختلف التحديات الداخلية والإقليمية، وغرس أساس قوي لعلاقات متوازنة خليجياً وإقليمياً ودولياً أتاح للسلطنة الحفاظ على مصالحها الوطنية.

4- تحقيق استمرارية ووحدة التاريخ العماني.

وقد شهدت البلاد في فترة حكم آل سعيد كثير من التغيرات من ازدهار وانكسار وتمرد داخلي

ففي زمن الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة بدأت البلاد في الازدهار المتواصل

وفي زمن السلطان سعيد بن سلطان 1804
 
 كانت عُمان إمبراطورية البحر فقد امتدت من سواحل الهند إلى أفريقيا وتحديداً زنجبار وجزر القمر وغيرها من المناطق الأفريقية وكانت تملك أراضي شاسعة من الجزيرة العربية مثل الإمارات العربية المتحدة

ولكن شهدت البلاد انقسام بعد وفاة السلطان سعيد وبداء الاقتصاد في الانهيار وبذلك تسبب في عدم حفظ الأمن ونزول الأجانب ومنها بداية الاحتلال البريطاني الذي أدى إلى نشوب حروب أهلية وإقامة الإمامة في المناطق الداخلية في عُمان مما أدى إلى بقاء حكم آل سعيد على المناطق الساحلية، وانغلاق حكم الامامة في الداخل حتى منتصف القرن العشرين.

ولنتعمق أكثر في هذه الدولة نبدأ حديثنا عن مؤسسها الامام أحمد بن سعيد

بوفاة الإمامين اعد المسرح لظهور شخصية فذة استطاعت ان تلعب دورًا فاعلاً في التاريخ العماني الحديث وهي شخصية احمد بن سعيد والذي قاد المقاومة العمانية ضد الاحتلال الفارسي واستطاع ان يوقف الحرب الأهلية، ويطرد الفرس من عمان، وتمت مبايعة بالإمامة في عام 1744 م حيث قام حبيب بن سالم أم بوسعيدي بالمناداة به إماما. وبذلك قامت دولة البوسعيدي والتي تحكم عمان حتى يومنا هذا، وفي عهده توطدت اركان الدولة العمانية وتمكن من اعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية، وإنشاء قوة بحرية كبيرة وبعد وفاة احمد بن سعيد عام 1793 م انتخب ابنه الرابع سعيدًا اماماً ثم ارغم سعيد على التنازل عن الحكم لصالح ابنه حمد في (1792 م) وفي عهده انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر فيها حتى الآن. ولكن حكمه لم يدم حيث انه توفي في نفس العام متأثرا بمرض الجدري وبذلك تجدد الصراع على السلطة بين سعيد و اخويه قيس وسلطان، وكانت النتيجة اجتماعاً بين ورثة السلطة اسفر عن عقد اتفاق يتعلق بتقسيم عمان بين: سعيد الذي بقي في الرستاق وسلطان وله السلطة في مسقط، وقيس ومركز سلطته صحار.

ظلت المشكلة الخارجية مع فارس مستقرة منذ جلاء القوات الفارسية عن عمان حتى مقتل نادر شاه سنة 1747. فقد وجد الإمام أحمد في غياب هذا الرجل القوي فرصة للتحلل من التزامه السابق بدفع خراج مالي سنوي لفارس، وساعده على ذلك انتشار الفوضى في فارس. بعد نادر شاه، تطور النزاع مع عمان حيث فرض الإمام أحمد حصاراً على ميناء بوشهر مما أدى إلى لجوء كريم خان زند للتفاوض لحل المشكلة، فكلف حاكم بوشهر ناصر آل مذكور بالتوسط بين الجانبين، لكن وساطته لم تثمر شيئاً بسبب تباين موقفي الجانبين.

واجه الإمام أحمد مشكلة مع القواسم فقد أتاح انهيار دولة اليعاربة الفرصة للقواسم لبناء كيانهم المستقل وعاصمته جلفار، كما أن نمو بحرية القواسم السريع وازدهار تجارة جلفار شكلا تهديداً لتجارة مسقط وملاحتها لا بد من مواجهته لذلك تكررت الصدامات الحربية بين الإمام أحمد وجيرانه القواسم، فقد هاجمت سفن عمانية القواسم في دبا سنة 1758، بينما هاجمت قوات برية عمانية رأس الخيمة في السنة التالية ولكنها فشلت في اقتحامها. نجحت حملة برية للقواسم في الوصول إلى الرستاق سنة 1763 مما اضطر الإمام أحمد إلى عقد الصلح مع راشد بن مطر القاسمي شيخ القواسم اعترف فيها باستقلاله عن عمان. كانت الضرورة تلزم الطرفين أحياناً التنسيق بينها لمواجهة الأخطار الخارجية وقد تمثل ذلك في اشتراك سفن القواسم مع حملات الإمام أحمد ضد لنجا وبندر عباس أثناء احتدام الصراع بينه وبين كريم خان زند الذي يمثل تهديداً للجانبين معاً.

وفي عهد سلطان بن احمد (1792-1804 م)تم استتباب الأمن والنظام في عمان بعد أن تمكن السيد سلطان من الاستيلاء على القلاع والحصون و أخضعها لسيطرته، وبعد أن استتب الأمن في البلاد وجه اهتمامه إلى مدينة مسقط للمرة الأولى. وبالنسبة للعلاقات مع فرنسا فقد كان القنصل الفرنسي في البصرة على صلة صداقة شخصية مع الإمام احمد بن سعيد. و زاد الصراع بين فرنسا وبريطانيا على كسب ود عمان. وفي عام 1798 م سيطر السيد سلطان على الموقف في المنطقة بأسرها لا سيما بعد صدور مرسوم من الحكومة الفارسية اجاز ضم ميناء" بندر عباس " و" جوادر " و" شهبار " إلى حكومة السيد سلطان بن احمد الذي اخضع جزيرتي " قشم " و" هرمز " ووضع فيها الحاميات العمانية لتأمين السفن التجارية المارة ب مضيق هرمز من والى الخليج العربي. ولكن القدر لم يمهل السيد سلطان بن احمد كي يواصل تحقيق طموحاته في توسيع رقعة الدولة العمانية الخارج بفتح أقاليم جديدة ولحماية حدود عمان من الغزو الأجنبي. وقام بتدعيم علاقاته مع القوى الكبرى خاصة الإنجليزية والفرنسية وذلك في اوج التنافس بينهما على السيطرة على المنطقة، ففي عام ١٧٩٨ م وقعت شركة الهند الشرقية معاهدة تجارية مع السيد سلطان بن احمد الذي تولى الحكم عام 1793 يسمح بمقتضاها بإنشاء وكالة تجارية لها في بندر عباس، وبعد عامين (1800 م) أصبح للشركة المذكورة ممثلا لهاية، فقد وقع قتيلا في (30 نوفمبر 1804 م). على يد بعض القراصنة أثناء رحلة بحرية كان يقوم بها بين البصرة وعُمان. ليخلفه في الحكم ابنه الشهير السيد سعيد بن سلطان والذي شهدت فترة حكمه قيام الإمبراطورية العمانية.

ولد السيد سعيد بن سلطان – حفيد مؤسس الدولة البوسعيدية- في سمائل عام 1791 م. وقبل مقتله في عام 1804 م قام والده السيد سلطان بن احمد بتعيين محمد بن ناصر الجبري وصيا على ابنيه. سالم وكان يبلغ من العمر (15) عاما، وسعيد كان له من العمر (13) عاما، وفي هذه الأثناء قام عمهما قيس بن احمد حاكم صحار بمحاولة للاستيلاء على السلطة في عمان، فاجتمعت الأسرة البوسعيدية وشاركت بالاجتماع السيد موزة بنت الامام احمد واعلنت في هذا الاجتماع طلب المساعدة من السيد بدر بن سيف بن الامام احمد والذي كان متواجدا في الدرعية "عاصمة الدولة السعودية الأولى" بعد هربه من عمان على اثر فشل الانقلاب الذي قام به ضد السيد سلطان بن احمد عام 1803 م، وعندما وصلت الدعوة إلى بدر من الوصي محمد بن ناصر فانه سرعان ما توجه إلى مسقط ليمسك بزمام الأمور هناك، وقد استمر بدر بن سيف الحاكم الفعلي لعمان لمدة عامين حتى انتهى عهده بعد سقوطه صريعا على يد السيد الشاب سعيد بن سلطان بعد مبارزة رسمية بالسيف جرت بينهما في بلدة بركاء. وبمقتل السيد بدر بن سيف تم لسعيد بن سلطان توطيد حكمه في عمان والمناطق التابعة لها. وقد تميز السيد سعيد بشخصية قوية، وإرادة صلبة وأفق واسع، وحنكة كبيرة، جعله بين الفريدين والأفذاذ في تاريخ شرق الجزيرة العربية وشرق أفريقيا خلال القرن 19 م ويعتبر من الشخصيات الهامة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر.

بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان (سلطان عُمان وزنجبار) انقسمت البلاد بين أبنائه، فتولى أمر زنجبار أبنة ماجد بن سعيد وذلك عام 1856 م حيث أعترف به صاحب مسقط كسلطان على زنجبار، وتوالت حكم آل سعيد على زنجبار بعد السلطان سعيد بن سلطان.

وهنا اختصار لأهم الأحداث في تاريخ الدولة:

أحداث ومراحل مهمة في تاريخ الدولة

        قيام حضارة مجان 4000 ق. م

        التبادل التجاري 3500 ق. م البحري بين صور (رأس الجنيز) و(رأس الحد) مع حضارة وادي السند (الهاريان)

        الهجرة الفينيقية من صور عمان إلى الشام الالف الرابع قبل الميلاد

        من 300 ق.م إلى 226 م: ازدهار تجارة اللبان من سمهرم في محافظة ظفار. وصول قبائل الآزد بزعامة مالك بن فهم إلى عمان ويهزمون الفرس.

        من 226 إلى 640 م: الدولة الساسانية تستولي على ساحل الباطنة. الازديون يواصلون الحكم في الداخلية.

        سنة 630 م: عمان تعتنق الإسلام طواعية.

        سنة751 م: انتخاب الجلندي بن مسعود كأول امام.

        من القرن الثامن إلى القرن العاشر :العرب يوسعون نشاطهم التجاري والبحري بسرعة ويتخذون من صحار مركزا لانشطتهم البحرية.

        من 1250 إلى 1507: هرمز يؤسس دولة في ساحل عمان.

        من 1507 إلى 1624: البرتغاليون بقيادة البوكيرك يستولون على المدن الساحلية قلهات وقريات ومسقط وصحار وخورفكان وجلفار (رأس الخيمة حاليا) وهرمز ويسيطرون على التجارة في المحيط الهندي. إنشاء قلعتي الميراني والجلالي في مسقط.

        في سنة 1624: انتخاب ناصر بن مرشد أول امام لليعاربة. البرتغاليون يتراجعون إلى مسقط ومطرح.

        من 1624 إلى 1718: أسرة اليعاربة تحكم عمان. وتطرد البرتغاليين من معظم الأراضي العمانية 1650. الأسطول العماني يستولي على المستعمرات البرتغالية في شرق أفريقيا والهند وفارس. بناء القلاع في نزوى وجبرين والرستاق والحزم لتوطيد السلطة في الداخل.

        من 1718 إلى 1747: اندلاع الصراعات القبلية بين قبيلتي الغافري والهنائي وحلفائهما في أعقاب الخلاف حول الإمامة فيما يعرف بالحرب الأهلية العمانية، الفرس يستولون على أجزاء من عمان، وبداية ظهور كيانات قبلية في ساحل عمان (الإمارات العربية المتحدة حاليا).

        سيطرة الأسطول البحري الصوري العماني على النشاط التجاري في بحر العرب والمحيط الهندي.

        في 1747: أحمد بن سعيد يطرد القوات الفارسية الموجودة بالبلاد وينتخب أول امام لأسرة البوسعيد.

        من 1804 إلى 1856: عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي. في هذا العصر توسعت عمان كثيرا وأصبحت قوة بحرية في المنطقة. وانتقلت العاصمة من مسقط إلى زنجبار. بعد وفاة السيد سعيد انقسمت عمان وزنجبار إلى سلطنتين منفصلتين بين أبنائه ثويني وماجد.

        من 1868 إلى 1920: انحسار مضطرد للهيمنة البحرية لعمان بسبب افتتاح قناة السويس وظهور السفن البخارية. فترة الخلافات بين السلطان الذي يحكم المناطق الساحلية والإمام الذي يسيطر على الداخلية.

        في 1920: اتفاقية السيب بين السلطان تيمور بن فيصل والامام محمد بن عبد الله الخليلي تقر بتقسيم البلاد بين إقليم الساحل (سلطنة مسقط) وإقليم الداخل (إمامة عمان). وقد وضعت حدًا للصراع على السلطة بين أنصار الإمامة في الداخل وأنصار السلطان في الساحل.

        في 1932: السلطان سعيد بن تيمور (1932-1974 م) يتسلم الحكم في البلاد.

        من 1955 إلى 1964: ثورة الجبل الأخضر ضد السلطان سعيد بن تيمور تنتهي بإخمادها ونفي زعيمها الامام غالب الهنائي إلى المملكة العربية السعودية .والإمامة تعلن تشكيل حكومة في المنفى باسم (دولة عمان).

        من 1952 إلى 1955: الصراع بين السعودية وأبوظبي وعمان على واحة البريمي فيما يعرف بأزمة البريمي.

        من 1965 إلى 1975: ثورة ظفار ضد السلطان سعيد بن تيمور.

        في 1967: بدء إنتاج النفط بكميات تجارية..

        في 1970: السلطان قابوس بن سعيد يتولى مقاليد الحكم في البلاد كثامن حاكم من أسرة البوسعيد بعد عزل والده من الحكم، ويوحد البلاد تحت اسم (سلطنة عمان) ويقضي على الثورة في محافظة ظفار سنة 1976 م، ليبدأ في تطوير البلاد.

العودة لصفحة الرئيسية