دولة اليعاربة
قامت هذه الدولة بعد القضاء على دولة بني نبهان واستمرت من عام 1624 إلى 1741 وضمت سلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وشرق أفريقيا وبعض سواحل الخليج العربي, وكانت عاصمتها الرستاق. ويعود نسب آل يَعْرِب إلى الملك النبهاني يَعْرِب بن عمر بن نبهان بن محمد بن نبهان.
أسس دولة اليعاربة ناصر بن مرشد بعدما بويع للإمامة الإباضية عام 1624؛ بعد أن بنى أسطولا بحريا ضخما مكنه من الانتصار على القوات البرتغالية، وأخرج الفرس من رأس الخيمة. فقام خميس بن سعيد الشقصي تكريما له بجمع علماء الإباضية وأعطى البيعة بالإمامة لناصر بن مرشد.
وبعد أن بويع عارضت الكثير من القبائل والمدن العمانية هذا الأمر بل أن قسما من أسرة ناصر بن مرشد عارضت ذلك، قام ناصر بعدها بمحاولة توحيد البلاد إذ كانت البلاد مقسمة بين خمس قوى، مبتدئا بأسرته التي كانت تحكم نخل والرستاق، حيث طرد ابن عمه مالك بن ابي العرب من قلعة الرستاق، وتفرغ بعدها لناصر بن قطن، حيث كان يسيطر على الظاهرة. و نجح في السيطرة على المدن الداخلية، بينما كانت المدن الساحلية في يد البرتغاليين.
إضافة إلى الإمام ناصر بن مرشد الذي تولى سلطة من عام 1624 إلى عام 1649 هناك العديد من الامراء لدولة اليعاربة ومنهم:
· سلطان بن سيف اليعربي 1649 - 1680
· بلعرب بن سلطان اليعربي 1680 - 1692
· سيف بن سلطان اليعربي 1692 - 1711
· سلطان بن سيف اليعربي 1711 - 1718
· سيف بن سلطان اليعربي 1728
جمعت دولة اليعاربة علاقات مع الصفويين حيث عمل الإمام ناصر بن مرشد على إزاحة الحكم الفارسي من جلفار سنة 1625، وضم ذلك ميناء جلفار إلى دولته. وحاول الفرس التعاون ضد دولة اليعاربة مع شركة الهند الشرقية البريطانية سنة 1657 والقيام بعمل مشترك ضد مسقط بوضع سفنها تحت تصرف الفرس مقابل إغراءات مالية، ولكن الشركة تهربت من الاستجابة لذلك الطلب حرصاً على حسن علاقتها مع اليعاربة وخوفاً من أن يؤدي وقوفها إلى جانب الصفويين إلى تعرض أسطول اليعاربة لمصالحها التجارية. قررت الحكومية الفارسية اللجوء إلى فرنسا لعلها توفر لها المساعدة المطلوبة، فاقترحت على باريس عن طريق المبعوث البابوي الذي زار أصفهان سنة 1699 القيام بحملة مشتركة على مسقط تقوم خلالها السفن الفرنسية بنقل القوات الفارسية. وتحصل فرنسا مقابل ذلك على نصف عوائد جمرك مسقط وحرية التجارة مع فارس وإعفاء من دفع الرسوم الجمركية في الموانئ الفارسية، لكن الحكومة الفرنسية لم تستجب للطلب لأنه يتطلب إعداد قوة كبيرة ونفقات باهظة. لكن بسبب استئناف السفن العمانية الغارات على فارس سنة 1707 جعل فارس تفاتح فرنسا مجدداً بحشد قواتها للقيام بحملة مشتركة ضد مسقط مقابل حصولها على نصف الغنائم الناجمة عن ذلك الغزو، وترتب على ذلك عقد معاهدة سنة 1708.
وقد سيطرة قبيلة الكثيري على حضرموت عام 1654م مما جعلهم في مواجهة السلطان سلطان بن سيف اليعربي سلطان دوله اليعاربة مما أدى للاضطراب الأوضاع على البحر و توقف توسع اليعاربة في اليمن عند المهرة عند مدينة قشن في محافظة المهرة.
أما علاقة اليعاربة مع الهولنديين بدأت بالود في البداية حين تعاطف الهولنديين مع جهود اليعاربة لطرد البرتغاليين من الساحة الخليجية لأن ذلك ينسجم مع سعيهم للهيمنة على التجارة هناك. وحرص الهولنديون على تنشيط تجارتهم في عمان، وتطور سنة 1672 بتعيين وكيل مقيم في مسقط، لكن أعمال الشركة لم تزدهر بما فيه الكفاية مما جعل الشركة الهولندية تقرر إغلاقها سنة 1675.
وبدأت دولة اليعاربة في الأربعينيات من القرن السابع عشر الميلادي / الحادي عشر الهجري في مهاجمة الحاميات البرتغالية في الساحل حيث تمكن من تحرير جلفار، وصور وصحار وفرض حصار على مسقط في عام 1053 هـ / 1643 حتى أجبر البرتغاليين على توقيع اتفاق ينص على فرض الجزية على البرتغاليين مقابل الاحتفاظ بمسقط. إلا أن مسقط لم تسقط بيد دولة اليعاربة إلا في عهد الإمام سيف بن سلطان سنة 1650. في عام 1645 اتفق مع الإنجليز، منافسو البرتغال، على استعمال موانئ صحار والسيب بصورة حصرية قاطعا طريق التجارة على البرتغاليين، حيث وقع معه فيليب وايلد ممثل شركة الهند الشرقية الإنجليزية عقدا بذلك. سنة 1648، قام بمهاجمة مسقط مرة ثانية مما أدى إلى اضطرار دوم جولياو نورونا القائد العام في مسقط أن يدفع الجزية لليعاربة، وأن يعفي السفن العمانية من التفتيش عند الإبحار للخارج بشرط حصولها على تراخيص برتغالية لرحلة العودة، وشملت الاتفاقية العمانيون الذين كانوا داخل مسقط نفسها حيث تم إعفائهم من جميع الرسوم والضرائب للبرتغال.
كما تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلا واعتمدت الزكاة مكانها.
و بعد وفاة الإمام سلطان الثاني سنة 1718، أصر العامة على اختيار ابنه سيف إماماً رغم عدم بلوغه الحلم مما سبب شقاقاً أسرياً بين اليعاربة، فمال بعضهم إلى أفراد آخرين من الأسرة وبايعوهم بالإمامة. فاضطرب الأمر وكثرت الصدامات ، وظل الحال هكذا حتى استقر الرأي على إعادة تنصيب سيف إماماً سنة 1728.
العودة لصفحة الرئيسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق